كانت ثورة....بقلم أحمد الهاشمي(مقال)

كانت ثورة

لقد كانت ثورة يناير المباركة من أعظم أعمال الشعب المصري الذي لايُقهر على مر العصور,حيث أنها ثورة ذات طابع شعبي, لم يحرك ثورانه أحد ولم يقوده أحد غير هؤلاء الفتية الشرفاء الأحرار الأنقياء الذين لاينتمون لأيديولوجية بعينها ولا حزب سياسي بعينه ولاعرق ولافئة ولاطبقة .(حيث انهم من كافة أطياف الشعب ونسيجه المتلاصق المنصهر كجسد واحد)..

مالبثت هذه الثورة الميمونة أن تقطف ثمار زخمها المتأجج حتى إعتلى صهوتها جموع من أصحاب الأيديولوجيات والأحزاب المُصنفة من قَبل والمعلومة للمتابع جيداً.

الثورة لم تكن إخوانية ولم تكن سلفية بادئ الأمر لكن سرعان ما إندمج تحت لوائها هؤلاء حيث كان المتابع يشهد بعينيه دنو قطاف الثمار وتحقيق الأمل في سقوط دولة الظلم..

وعند التخلي أو التنحي رأيت الفرحة بجموع الملايين والسجود لله شكراً وحمداً من كافة المتواجدين بسوح الحرية فضلا عن ميدان التحرير الرئيس..

هرول الجميع ليعيد تزيين وتنظيف الميادين وتنظيم المرور وحراسة المحال والشركات والممتلكات الخاصة والعامة حتى تعود الشرطة لدورها ...

ثم يظهر شبح جديد بالأفق يسمونه البلطجية(مجموعة من المرتزقة واصحاب السوابق والهاربين من السجون واللصوص)بعضهم مدفوع من النظام السابق وفلوله وبعضهم يجلب منفعة شخصية محرمة ومال منهوب زائل..

على المشهد السياسي نجد التظاهرات والأصوات تتعالى لسرعة نقل السلطة للمدنيين (ظاهر الأمر أحد أهداف الثورة وباطنه من قبله العذاب)حيث أن تلك الفئة التي ترتدي عباءة الدين كانت ولازالت تسعى جاهدة لنيل النصيب الأكبر من الكعكة (وهم يعلمون أنهم أغلبية) رغم أنهم أقلية إذا ماتحركت الجموع الصامتة وناهضتهم , الدليل على ذلك فشلهم في تحقيق ذات المكاسب والنسبة التي كانت متوقعه لهم في النقابات ...

كما أنهم حال دخولهم سباق البرلمان بمجلسيه كانت فرصتهم أقوى لسبب آخر

وهو: أن تزاحم المرشحين المستقلين تسبب في تفتيت الأصوات مما جعل النصر مضمون لهم لأن أصوات ناخبيهم لن تذهب لغيرهم مهما حدث..

لانغفل هنا تجاوزات رهيبة بالعملية الإنتخابية تهدد المجلسين بالبطلان حيث حلت الأحزاب الإسلامية محل الحزب الوطني المنحل في أعمال التزوير وفرض القوة أحيانا وترهيب وترغيب الناخبين أحيانا أخرى ناهيك عن شعارات مفادها من لم يصوت لنا فهو في النار ..

وما ان تشكل مجلس الشعب حتى بدأ الوجه القبيح لهؤلاء يظهر جليا للعيان (حتى البسطاء) فكان التكالب على الشعارات والكلام بلا أفعال والآذان بالقاعة المخصصة للجلسات وإضافة كلمات غير موجوده بالدستور إلى نص القسم ,,وظهر جليا أننا أمام حزب وطني جديد بثوب اسلامي..

الآن وقد إنكشف كل شئ وبدى ظاهراً للفطِن والعاقل أن الثورة لم تحقق أبسط أهدافها وهو إعادة المال المنهوب والمهرب للخارج وكذا العدالة الإجتماعية والنظر للفئات البسيطة والعمال والبطالة ووو,وبعد سنة وأشهر من الثورة نجد أننا وقعنا تحت مؤامرة غير مسبوقة لسرقة الثورة..

وبات لدينا شبه عقيدة أن التنحي أتى بإتفاق والمحاكمات بإتفاق والبرلمان بمجلسيه كانا بإتفاق والدستور سيكون بإتفاق ..

والطامة الكبرى هي التلاعب بمقدرات الشعب من خلال إفتعال الأزمات (بنزين ثم غاز ثم سولار) والأزمة القادمة هي البحث عن رغيف الخبز (لقت وجد بصحراء الغردقة والصحراء الغربية بحيرتين من البنزين والسولار تفرغ بها التانكات بغرض تعطيش السوق وإفتعال أزمة بالوقود رغم توفره بل وتصديره لغزة المحلتلة وغيرها..

ماأشبه الليلة بالبارحة حيث كان النظام السابق يجعل هم الشعب الأكبر هو الحصول على قوت يومه بإفتعال الأزمات تارة وبالحوادث المفتعلة تارة أخرى...

بالمرور على الدستور المصري (الإخواني) نجد أن مجلس الشعب (الإخواني)ولأول مرة بتاريخ العالم يتكلف بتشكيل نصف عدد أعضاء لجنة وضع الدستور فهل من يملك الأغلبية بالبرلمان لا يراعي حقوق الأقليات؟ أنها مصيبة كبرى إن يتم تشكل دستور مصري موافق لهوى فئة بعينها دون مراعات باقي طوائف ومذاهب وديانات وأعراق باقي الشعب المصري!!

وبناء عليه لن أكون متشائماً حينما أقول:

كانت ثورة!!!

أحمد الهاشمي